تماماً مثل البشر … الذكاء الاصطناعي قد يصاب بـ«تعفن الدماغ»
في السنوات الأخيرة، ظهر مصطلح «تعفن الدماغ» بين العلماء وخبراء الصحة، لوصف حالة تصيب البشر نتيجة الإفراط في استهلاك المحتوى السطحي أو منخفض الجودة على الإنترنت، ما يؤدي إلى ضعف التركيز وتشوش الذاكرة وزيادة مشكلات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب.
لكن الجديد، وفق ما نقلته مجلة «فورتشن»، هو أن هذه الظاهرة قد تمتد إلى نماذج الذكاء الاصطناعي نفسها.
-
يوسف بلايلي يغيب عن الميادين لستة أشهر10 نوفمبر 2025
-
7 أنواع من البقوليات الغنية بالمغنيسيوم لتعزيز صحتك10 نوفمبر 2025
فبحسب دراسة حديثة لم تُنشر بعد، يؤدي التعرض المستمر لمنشورات التواصل الاجتماعي القصيرة والمنتشرة على نطاق واسع إلى ما يشبه «تدهوراً إدراكياً دائماً» في نماذج اللغة الكبيرة التي تعتمد عليها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأجرى الباحثون تجربة بتزويد هذه النماذج ببيانات مأخوذة من منشورات قصيرة في منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، ولاحظوا أن هذا النوع من التدريب تسبب في تراجع واضح بقدرة النماذج على التفكير وفهم السياقات الطويلة. وأرجعوا السبب إلى زيادة ما يسمى بـ«تخطي الأفكار»، أي أن النماذج باتت تتجاوز بعض خطوات التحليل المنطقي أو تهملها كلياً أثناء توليد الإجابات.
وحين حاول الفريق «معالجة» النماذج ببيانات عالية الجودة مكتوبة بشرياً، اكتشفوا أن آثار التدهور لم تختفِ بالكامل، إذ ظلت النماذج تُظهر فجوة كبيرة في أدائها قبل وبعد تعرضها لمحتوى التواصل الاجتماعي، ما يشير إلى أن تأثير التعفن قد يكون طويل الأمد.
وأوضح الباحثون أن هذا الأمر يمثل تحدياً خطيراً لأن نماذج الذكاء الاصطناعي تُدرَّب عادة على كميات هائلة من البيانات المأخوذة من الإنترنت، ما يعني أنها تتعرض باستمرار للمحتوى منخفض الجودة، تماماً مثل البشر الذين يعانون الظاهرة نفسها.
وحذروا من أن استمرار هذا النمط من التدريب قد يؤدي إلى إضعاف القدرات المعرفية للذكاء الاصطناعي نفسه، ويشكل خطراً على جودة وأمان أنظمة التكنولوجيا المتقدمة في المستقبل.






